إستبرق أحمد: ما زلت أختبر إمكانياتي.. والتفرغ الأدبي حلم "الكتابة الكريمة"
إستبرق أحمد: ما زلت أختبر إمكانياتي.. والتفرغ الأدبي حلم "الكتابة الكريمة"
حوار
بعد مشاركتها في ملتقى عمّان الرابع للقصة القصيرة
بين عملها في المجال القانوني وحلمها القديم بالتفرغ الأدبي، تفردت القاصة الكويتية إستبرق أحمد باقتناص الأحداث غير النمطية في جوانب الحياة أساسا للمبنى الحكائي في نصوصها، ورغم أنها تنسج المتن بتفاصيل دقيقة جدا ترسم شخوصها وأحداثها بما يحاكي العالم الذي تعايشه يوميا خلال عملها؛ إلا أنها تحافظ على الكثافة المطلوبة لبنية القصة القصيرة، وهذا ما جعلها تتصدر المشهد القصصي في الكويت بشهادة الأدباء والنقاد، إضافة إلى توجيه الدعوات إليها للمشاركات الخارجية، وآخرها كان في ملتقى عمان الرابع للقصة، ضمن مجموعة من الأدباء والكتاب العرب.
"الجريدة" أجرت معها الحوار التالي بعد عودتها، للتعرف إلى ما يتعلق بالملتقى القصصي، والتجارب الأدبية المشاركة، وتطلعاتها على المستوى الشخصي في الكويت:
أفراح الهندال
حدثينا
عن مشاركتك في ملتقى عمان الرابع للقصة في بيت تايكي، وعن ترتيبات الدعوة.
الدعوة أتت عبر ترشيح أحد الأصدقاء ممن
إطلع على بعض نتاجاتي هو د.هشام بستاني
وقد سعدت بترشيحه لكوني من المعجبين بتجربته
و نصه، لتبدأ الترتيبات من قبل المسؤولين في الملتقى عبر المنسق العالم الكاتب الدؤوب خالد
سامح ممثلا لمديرة الملتقى الكاتبة النشطة
بسمة النسوّر. ملتقى كان قد توقف لأعوام ليعاود مسيرته الزاخرة بالتنوع والجديّة في تقديم تجارب القصة هي بؤرة إهتمامها الوحيد و الفريدة في
عالم السرد الذي يؤثر الرواية في كافة مجالات إهتماماته على نحو يغبن به القصة .
لذا أتت أهمية الملتقى عبر استئثاره للقصة
في اتجاهاتها و التفاتاتها وذلك عبر ضيوف من الدول العربية كنت من ضمنهم بينما
أتت الغالبية من كاتبات/كتاب الأردن .
ما
النصوص التي شاركت فيها خلال الملتقى؟
رافقت
إصداراتي مع مخطوط لمجموعة قصصية جديدة.
أردت تقديم نصوص لا تحمل شكلا ولا إسلوبا
واحدا و لا تأتي من تجربة و فترة زمنية معينة. لذا قررت قراءة نص"صوفيا لورين" من مجموعتي"تلقي
بالشتاء عاليا" مع نص جديد هو
"تأملات" من مخطوط يتم إعداده ،
نص جديد رغم أنه شديد الطزاجة و قابل للتغيير بها،لكنني أردت ان أضع تجربتي في دائرة الإختبار و التلقي.
ما
الرأي الأكثر تأثيرا من مداخلات الحضور؟
نظرا لوفرة
الجلسات و التجارب الكتابية، كان من غير المعقول مناقشة النصوص في الجلسات، لذا أخذتنا
مناقشات مابعد الجلسات بآراء غنية و مهمة
على هامشها . فتوافرت لي آراء كغيري من الكتاب
لكنني كأي كاتب يطمح دائما بالأعمق ويرنو
للأكثر.
وهل
كان التفاعل يشبه ما توقعته من "قارئك المفترض"؟
يجب
الاّ ننسى أن قراءة القصة على المنصة تختلف جذريا عن القراءة المتمعنة بلا أي حاجز بين القاريء والنص حتى لو كان حاجز
صوت الكاتب يتلو عليه النص، فالقراءة الذاتية
هي الأوفر جدوى للقاريء وللكاتب وبالتالي التفاعل يختلف.
كيف
وجدت أصداء الأدب "الكويتي"في الأردن؟
الفترة
كانت بسيطة لتقييم مدى الإطلاع على الأدب الكويتي ، هناك أسماء معروفة من الأجيال
السابقة كالأستاذة ليلى العثمان والأستاذ إسماعيل فهد اسماعيل و الأستاذ طالب
الرفاعي وهناك من الشباب "سعود السنعوسي" اللامع عبر روايته البوكرية البارزة "ساق البامبو" التي
أخذته للتواجد الراسخ في أمكنة
متعددة منها الأردن.
تضمن الملتقى تجارب عربية مختلفة ومتنوعة، ما أبرز ما لفت نظرك
فيها، خصوصا على مستوى الإبداع الكتابي؟
عاينت
التجريب و المغامرة اللانهائية والحس
الساخر لكن أبرز ما رأيت هو إحكام
المفارقة في النصوص فهي أبرز ما توقفت
عنده النصوص في قفلات صادمة رأيتها في نتاج "جمعة شنب" ، نبيل
عبدالكريم"، "محمد خليل" ،زياد خدّاش"،"عمار الجنيدي"
و"محمود الرحبي"،"كوليت بهنا"،"محمود الريماوي"وأسماء
كثيرة من الصعب إيرادها جميعا.
ما التجارب الأدبية التي تخلصت من العناصر
التقليدية للقصة، وكيف كان مستوى تلقيها؟
تجارب
كثيرة تنبذالإعتياد والتكرار و ذات اشتغال
جاد منها تجربة د.هشام بستاني و "هشام غرايبة" ،و هناك أيضا من
المغرب"أنيس الرافعي" ومن فلسطين
"زياد خدّاش" والعديد من الكتاب ممن استمعت واستمتعت واندهشت
بهم.
كيف
كان حضور القصة القصيرة جدا في الملتقى؟
هناك حضور واضح
للقصة القصيرة جدا، واحترافية باهرة من قبل أسماء عديدة منها
"زياد خدّاش" و "عامر الشقيري" و"محمود الرحبي" و غيرهم
كثير.
اقترابا من تجربتك إستبرق.. هل تهمك
الخلفية النظرية للأشكال الأدبية، أم خصوصية أسلوبك في الكتابة، أم آراء القراء
والنقاد، للكتابة التالية؟
أعتقد
أنني أبحث عن خصوصية الإسلوب أكثر،وأحيانا أوفق في ذلك وأحيانا لايحدث المأمول ،و يأتي بعد ذلك ما أظنه قارئي المجتهد ورأيه ،
دون التوقف عن محاولة حرث المحاولات في النص وفي ذلك ربما
كان واضحا مابين "عتمة الضوء" و "تُلقي بالشتاء عاليا"فهناك
من أعجبته المجموعة الأولى، وهناك من رأى
الثانية أنضج إنسانيا، وهناك من لم تعجبه كتاباتي، لكنني في جميع الأحوال لن أتوقف
عن الإجتهاد في اختبار كل إمكانياتي.
تضمنت المجموعة القصصية
الأولى حضورا قويا للقصص التي قد تكون متداولة في عملك في المجال القانوني، بينما
اقتربت مجموعتك الثانية إلى تفاصيل حياتية وتجارب عميقة مؤثرة وبين المجموعتين
فترة زمنية ليست بالقصيرة، كيف تفسرين ذلك؟
صحيح كانت فترة
زمنية طويلة، لكنني في العموم لا أصدر أعمال كثيرة، أفضل التأني أو هي شخصيتي
الكتابية بمعنى أنني لا أفرض قلّة النتاج
على غيري، لكل كاتب طريقته فمن يسرف في الإصدار
لا أجده مخطئا إلاّ ان كان"توالي إصداراته"لا يقول شيئا وبالتالي تعاطفي التام مع الشجرة التي اقتُطعت
لنخسر الأكسجين و لنغتم بكتابات مؤكسدة. لذا إن لم يستطع الكاتب أن يقول شيئا
مختلفا على أي مستوى من المستويات بين تجاربه فهو أمر مؤسف ومحبط .
ألا تجدين أن التجربة الشخصية محركك للكتابة الذي قد يكون قيدا يطرد
قدرتك على الانطلاق في التخييل خلال الكتابة؟
التجربة
الشخصية هي إحدى منابع الوقود للكتابة
لكنها ليست الوحيدة، لذا لاأظنها معرقل أو عثرة أو قيد يقلل من إنطلاقة التخييل في
الكتابة .
تمنيت قبل فترة عبر بوست كتبته في فيسبوك تفعيل التفرغ الأدبي، ما الذي
يمنحه ذلك، وهل يعتبر دافعا حقيقيا لدخول حالة الكتابة؟
التفرغ الكتابي يخلصك
من شوائب الإلتزام الوظيفي ويحفظ لك مخازن الوقت في ألاّ تصرف إلاّ في الكتابة دون
التعرض لضغوط العمل و لمزاجيات الإنهاك
الوظيفي، ففي أوقات أضطر للضلوع بعض الواجبات الوظيفية في محطة تفرغي الوقتية للكتابة،هذا الوحش الذي يلتهم جهدك
يتعبك نفسيا و جسديا، لذا أحلم بتفرغ
حقيقي و كريم.
تكتبين كثيرا خلال
السفر.. ألذلك علاقة بما سبق من حديثنا عن حاجة التفرغ الأدبي؟
صحيح
،إذ يبدو أن قدرتي على الكتابة تجد يقظتها خالصة في تغيير الأمكنة و استنطاق الأجواء المحيطة للدخول
أسرع وأفضل لمراهنات الكتابة على الفكرة ،ربما بأن السفر هو تخلص من كافة التوترات
و القيودات الخانقة في الروتين.
ألم تجدي فرصة لتعاون عربي مشترك على
مستوى العمل الإذاعي الثقافي.. وأعني “زوايا السرد” بشكل خاص؟
هناك عدة
تعاونات سابقة و لاحقة، ستجد مكانها في
القادم، بعضها عبر "زوايا
السرد" و الذي استحصل على عدة نصوص سواء من الكتاب أو انتقيتها لتجد مكانها في الزوايا للتعريف بالتجارب الثرية.
حددي ملامح الكتابة
الجديدة التي ترسمينها إستبرق حاليا؟
أفراح..ذلك
أصعب سؤال، و سأترك إجابته للقاريء.
إستبرق أحمد.. سيرة الضوء
خريجة كلية الحقوق.
- عضو ومسؤولة سابقة في منتدى المبدعين الجدد.
- عن مجموعتها "عتمة الضوء " فازت بجائزة الأديبة ليلى العثمان لعام 2004
- عضو ومسؤولة سابقة في منتدى المبدعين الجدد.
- عن مجموعتها "عتمة الضوء " فازت بجائزة الأديبة ليلى العثمان لعام 2004
وفازت بجائزة الكويت التشجيعية في مجال الآداب فرع القصة القصيرة عن مجموعتها "تلقي
بالشتاء عاليا" العام 2012م، مناصفة مع
الكاتبة جميلة سيد علي.
- لها تحقيقات ومقالات صحافية.
تولت مسؤولية قسم السرد في موقع "جهة الشعر" الإلكتروني.
- لها تحقيقات ومقالات صحافية.
تولت مسؤولية قسم السرد في موقع "جهة الشعر" الإلكتروني.
أقامت
العديد من الأمسيات داخل الكويت وخارجها.
"مثلت دولة الكويت في برنامج "الكتاب حول العالم"
التابع لولاية أيوا الأميركية 2005.
أصدرت مجموعتها القصصية الثالثة العام 2014 "الأشياء الواقفة
في غرفة 9".
شكرا جدا أفراح..
ردحذف