عواض شاهر العصيمي: الفنون صورة الإنسان في أكثر لحظاته تمثلاً لكونه أعجوبة..


أفراح الهندال


لا يبارح الصحراء حينما يكتب، غير أنه يتخذ جهة البحر ملاذا كي يلهمه، بهذه يرسم الكونية التي تميزه، والفردانية التي يحققها بلغة باذخة تستلزم قارئا يعي تماماً أهوال الذاكرة التي يحملها الروائي عواض شاهر العصيمي..فلا يهادن الاستراحات.
يتأمل استحقاقية العيش كما يليق بالحياة، وتغريه أعجوبة التكوين فيتبعها، ولا حد لمخيلته، ولا تقنين لأدواته، لذا يبدو عالمه مغويا وخلابا وجنة للعابرين.



لا يستسيغ الألقاب ويعتبرها تصنيما للأشخاص، يبحث دوما عن المبدع المتجاوز للإنشائية، ولا تغريه وسائل الإعلام.. وإن ضجت بالهتافات، وحتى إصداره التاسع؛ ما زال يهم المسير كاكتشاف أرض جديدة. اقتنصت الحوار معه في محطة لا تتكرر!









    حدث أن بدأت شاعرا، ماذا جرى بعد القصة والرواية؛ هل كان الكلام فوق مجاز الشعر؟

-         الفنون عموماً هي صورة الإنسان في أكثر لحظاته تمثلاً لكونه أعجوبة، والشعر والسرد من أكثر الفنون حضوراً في حياة الإنسان على مر التاريخ، وقد يتداخلان في الكتابة إلى حد التماهي وانعدام النوع، وقد يتعاضدان معاً لتشكيل معادلة متوازنة تقرب النص من صورته الفنية الأمثل ولكن دون أن يطغى أحدهما على الآخر، وهذا في رأيي من الأمور الأساسية في إمكان وصف الكاتب بالفنان وليس الكاتب المتوقف عند المستوى الإنشائي لا أكثر، وهو ما أحاول الاقتراب منه وأنا أكتب نصي سواء في القصة القصيرة أو الرواية.  

    الأرض في كل ما كتبت..صحراء،لم تميل إلى تشكيل عوالمك عبرها؟

-         تنطق رواياتي الخمس (حتى الآن) بعوالم تتداخل فيها الصحراء والمدينة، باستثناء رواية "قنص" التي كانت كلها من عالم الصحراء تقريباً، لكن بقية أعمالي تتشكل من المدينة والصحراء، وهذا قد يعود إلى نشأتي في الصحراء وعندما انتقلت للعيش في المدينة لم تتراجع الصحراء في داخلي بل استمرت ماثلة في الوعي الكتابي بموازاة المدينة التي درست فيها وعملت واستقريت، ومن هذين العالمين تخلقت صورة جديدة للمكان تتعايش فيها المشاهد والشخوص في شكل قابل لتمثل فكرة أن الإنسان في المدينة ليس مدنياً خالصاً، فالمدينة رغم اختلافها في أشياء كثيرة عن الصحراء لم تصل بعد إلى قطيعة مع الصحراء، وإذا جاز لي أن أتحدث عن المكان في أصله الذي كان قطعة من الخلاء السابق على العمران، ففي هذا الأصل لا تزول مفاهيم الإقامة والعيش وعلاقة الإنسان بالفضاء المفتوح على صعيد الحركة والتنقل من مكان إلى آخر، وعندما تكونت المدينة استمرت العلاقة بالأصل في شكل توطينات قادمة من الصحراء، يقابلها عودة مضادة وإن بشكل رمزي، وفي شكل تداخلات ثقافية واجتماعية بين المكانين وبالتالي تعززت صورة المكان غير المستقر، المتخذ من أصله القديم أساس الحركة بين الحدود التي تشكلت لاحقاً، ومن هذا التصور يمكن القول إنها محاولة للعودة إلى الإنسان الذي لا تحول المدينة بينه وبين علاقته الحرة بالمكان.

   هل نستطيع القول وفق هذه الاختيارات أنها رمزيات العودة إلى حالة النقاء؟

-         ليست بهذه الصورة المثالية، وإنما هي اشتغالات على الحالة الإنسانية في علاقتها بالمكان على نحو يسمح بحرية الارتباط بالعنوان والجهة، ولا يعني هذا انقطاعه عنهما بل التعايش معهما بصورة خلاقة، أي دون ارتهان إلى شروط الانتماء للمكان نفسه إذا كان الانتماء للمكان يمجد مفاهيم عنصرية انغلاقية تمنع التفاعل والتلاقح مع أمكنة أخرى.

 رغم هذا التعلق، أنت من أكثر الناس شغفا بقراءة الأدب الغربي، ألا تقتل الترجمة النص الأصلي؟

-         لنقل الأدب الإنساني بغض النظر عن مصدره، وقراءته من هذا الباب يعمق إحساسنا بما يقوله الآخر، ونتفاعل معه باعتباره جزءاً منا، وإن كتبه غيرنا، وعلى هذا الأساس تتعزز معرفتنا بثقافات الشعوب وآدابها وفنونها وأنماط الحيوات التي عاشوها والتجارب التي خاضوها وفي شكل عام نحن نقرأ لنكون أفضل، وأكثر تقبلاً  للحياة، والترجمة هي من أهم الوسائل التي تنقل إلينا تجارب البشر في كافة الأصعدة، لكن تبقى دقة الترجمة ومتانتها الأدبية واللغوية العامل الأساس في التلقي والتواصل.

 يبدو أن السبب لمرجعيات أساسها الذاكرة؟ حتّام تسكنك تلك الصحارى؟

-         في الإطار الذي أكتبه تحتل الذاكرة حيزاً مهماً لكن الحاضر موجود أيضاً، والصحراء عندي ليست كلها من الماضي وإنما أستدعي منها ماله صلة بالحاضر أيضاً، فهي على مستوى المكان لا تزال هي الصحراء ذاتها منذ القدم، أما على المستوى الديموغرافي  فتنتمي إلى الحاضر المعاش في كافة أشكال تعاطيات السكان مع الواقع الماثل، واستدراج الصحراء في الكتابة يتم من هذا الواقع، أو باستثارته على نحو ما، وبذلك تبقى نصاً مفتوحاً لكل من يقاربه ويستدعيه في هذا الزمن أو في أزمان قادمة. 

 وما الذي يميز صحراء الربع الخالي التي تمنيت التقاء بعض الأدباء فيها؟
 كان السؤال يرمي بعلامة استفهامه في دائرة من أرغب في الالتقاء بهم من كتاب العالم وأين، فذكرت صحراء الربع الخالي كمكان بكر وفضاء جديد على اللقاءات الثقافية والتعارف الإنساني، وهي في نظري مكان مناسب لإقامة فعاليات ثقافية لكتاب وأدباء من كافة أنحاء العالم لبعدها عن صخب المدن وعن نظامها المعقد في آليات الاستضافة التي تحكمها في بعض الأحيان مواقف متحفظه وحذرة، كما أن صحراء الربع الخالي إضافة إلى سحرها الخاص عبر ما ألف عنها من كتب تتميز بخامتها الجغرافية وتنوع تضاريسها كما بقدرة استيعابها للسياحة العالمية وليس فحسب المحلية أو الخليجية، وأزعم ان استثمارها في الجانب الثقافي بمقاييس عالمية يمكن أن يحقق قيمة كبيرة للجانب السياحي والإنساني في شكل أعم.
 
  بين الرواية والقصة..أيها تعيدك إلى واجهة الحياة والأفكار الأولية؟ وأيها تخلصك من عوالق هموم الواقع؟
 في القصة أصدرت ثلاث مجموعات حتى الآن، وعليه يمكنني القول إن القصة تشبه سباق المائة متر في استنفاد الطاقة لبلوغ نقطة النهاية في أصغر حيز وأقل كلمات، وهي بهذا التشبيه، إن صح، تحاكي شكلاً متطرفاً من أساليب المدينة القائمة على التكثيف والإيجاز، فالأشياء عبر القصة تمرق في سرعة مرور القطار السريع بمعالم المدينة لكن النظر إليها من نافذة القطار يتطلب وعياً متطوراً في رصد المعالم وتثبيتها في المشهد البصري بالسرعة نفسها، لذلك تبدو القصة تمريناً معقداً في قراءة المشهد من أضيق فُرجة وأعلى لياقة ممكنة، أما الرواية فإنها لمن يكتبها تشبه حافلة بنوافذ زجاجية تسير ببطء في وسط المدينة وتقف هنا وهناك والفرجة من داخلها تعانق الشوارع والناس والتفاصيل المركونة جانباً، إنها بتعبير أقرب حافلة التأمل السائرة ببطء في وسط المناطق المأهولة بالزحام والحركة والوجوه والأصوات والروائح وواجهات المحال واللافتات والأضواء وهي من هذا الجانب تحاكي أحد أساليب المدينة المسكونة بإظهار الزوايا وتقدير أبعاد النظر إليها دون إخلال بالصورة، لذلك تبدو الرواية أقرب من القصة في تمثل المساحة والزمن ورصد الأشياء من الناحية التأملية والاشتغال عليها بصبر وأناة.

   ما مدى البعد الذي تشتغل عليه في رموز كتاباتك؟
 الكتابة هي مادة الحياة في شكلها السيال، كل شيء قابل للاستغلال وكل شيء في قائمة الحياة يمكن الوصول إليه وتحريكه، في كتاب ( فضائل الفضاءات) لجورج بيريك تتألف الفضاءات من أصغر مكان إلى أكبر مساحة في المدينة من أشكال متنوعة في أحجامها ومختلفة في أبعادها وتصماميمها الهندسية إلى الحد الذي لا يبقي في المدينة منه شيئاً، ومن هذا المسح الشامل والدقيق يتبدى التشابك بين الفضاءات أعمق وأبعد توغلاً مما تسمح به قيافة الكاتب العادية في الرصد والترويض، والرموز من هذا المدخل يصعب تقصيه في الكتابة إلا بعين ناقد حاذق لذلك أتركها للنقاد فهم أقدر مني على ذلك.
 
 في قنص..ساكنتَ شخصياتها أو سكنتك؟ هذلا ودربيل والعجوز يكادون يطلون من الرواية!
 قتربت من هذه الشخصيات إلى حد ما، ولعل الفترة التي كتبت فيها رواية قنص كانت مناسبة لكتابة مثل هذا العمل، فقد وافقت رغبة عميقة في داخلي لم تسمح ظروف سابقة باستثمارها وعندما أزفت الفرصة وجدتني أمنحها ما يكفي من الوقت والاستعداد الذهني والارتياح النفسي إضافة إلى خبرة لا بأس بها على صعيد مراودة المكان من معايشة سابقة ومعرفة معقولة بالصحراء مكنتني من دخولها كاتباً ليس بالغريب عنها، إذا جاز أن أصف علاقتي بها على هذا النحو، وقد تشكلت مع شخصيات العمل حالة من المرافقة الهادئة والمحايدة من بداية العمل حتى نهايته ولم أجد صعوبة في مرافقتهم بالهدوء والحياد اللذين كانا يتنقلان معي أينما ساروا، ليس هذا من باب الادعاء وإنما هذا ما حدث معي وأنا أكتب، وبالتالي كانت الكتابة تسير على الوجه الذي أتاح لي إنجاز النص في شكل جيد.

 لا تهادن في الألقاب واستحسان الأدب، لك آراء صريحة في من يكتب وخاصة نقدك لعبده الخال؟ أهي مسألة تحد؟
 إذا كنت تقصدين الألقاب التي تخلع على بعض الكتاب بسخاء مجاني فاعتراضي لا يمس الأشخاص بل يقف ضد تضخيم الأسماء والمبالغة في وضعها على مرايا محدبة في الإعلام وهي لم تنجز من الإبداع ما يشهد لها بأحقيتها لتلك الألقاب والنعوت، وهذا من النقد المشروع، فالإبداع لا يؤخذ بالتزكيات المجانية ولا ينتزع بالأصوات المنحازة، الإبداع يكتبه فقط المؤهلون للتاريخ والذاكرة بإمكاناتهم وقدراتهم العالية في الفن والابتكار والإضافة على النحو الذي يصرح به منتجهم ويشهد به أثرهم، والكاتب الضعيف قد يبقى لفترة في المشهد بقوة الإعلام وسطوة النقد المحابي لكنه بعد مرور زمن قصير سيكون مصيره النسيان والصمت، فالرهان على الزمن يفضح الكتابات التي لم تبرز إلى العلن بقوتها الذاتية ويحيلها إلى أشلاء من الماضي الغريب والمستهجن، ومن المعلوم أن النتيجة النهائية في عملية فرز الجيد من الرديء تصدح بالأسماء التي تستحق البقاء في منصة المبدعين مهما تعرضت للتجاهل والإهمال في زمنها، فالزمن بحسب رأي الناقد فيصل دراج هو أفضل النقاد على الإطلاق والرهان عليه يظفر به من تؤهله موهبته الكبيرة وإمكاناته الإبداعية العالية للوصول إلى هذه الشهادة الأبدية. أما الروائي عبده خال، جواباً على سؤالك، فأنا لم أنتقده لشخصه وليس هذا من عادتي ولكني أنطلق من قراءتي لما يكتب من ذائقتي التي تخصني وإذا كنت أختلف معه من هذا الجانب فهذا شيء طبيعي فالأذواق ليست كأسنان المشط عند الجميع، كما أن احتمال الخطأ والصواب في ما نطرحه من آراء  في الأدب أمر وارد ومقبول.

 
 ما تعليقك على لقب "كوني الخليج" الذي أطلق عليك ؟
 هذا اللقب مع تقديري لمن أطلقه هو من الألقاب التي لا أستسيغها في حقي أو حق غيري، لأنها من قبيل تصنيم الأشخاص التي يرفضها الأدب والإبداع، فالكاتب يرفعه عمله إذا أجاد كتابته ويخفضه إذا أساء إنجازه، إنه وحده من يتحمل نتائج ما يقدم للقارئ وعليه أو له تقف الشهادات والآراء في ما يكتب، وعندما نشبه كاتباً ما بأنه مثل ابراهيم الكوني أو عبد الرحمن منيف أو ماركيز فإننا كمن يعطيه صيت أولئك الكتاب ليصعد عليه بغير حق إلى القارئ بانتهازية مشينة، كما أن إلصاق اسم الغير على الكاتب يلغي حقه في مواجهة القارئ ككائن مستقل، ويضع إبداعه في كفالة الاسم الشهير مدى الحياة، وهذا لا يقبل به كاتب يحترم اسمه وانتاجه.
  
استقبال البحر –رغم علاقتك بالصحراء- من أهم طقوسك في الكتابة، هذا ما أعرفه فما السر؟
 علاقتي بالبحر قد لا تزيد عن علاقة المتنزهين العاديين به، ولو قلت أنني أحب البحر فمن الذي لا يحبه، البحر يتعمق جماله وبهاؤه في حركته المستمرة ومده وجزره وإقباله وإدباره وصوت أمواجه على حافة اليابسة وزرقته الداكنة في العمق، إنه بالرغم من شساعته الهائلة تكفي كتلة منه لنتأمله دون أن نفقد صورته الكلية، فهو يبتعد من الناحية المقابلة لكنه يدنو منا من جهتنا نحن، ونعرفه هناك كما نعرفه هنا، ويروق لي عندما تسنح لي فرصة الكتابة على مقربة منه أن أتأمله كما لو أنه نص يمثل بين يدي، ويراني وأراه، وفي المرات التي جالسته أثناء الكتابة تجلت لي إلهامات جميلة من وجهه وكتبت من انفعالاته ومهامساته ما يصعب التقاطه من غيره.

 تتساهل مع كتابة نص مستند على تفاصيل من مشاهداتك أو حياتك؟ أو تستعين بكتب نفسية متخصصة أو علمية أو تاريخية لإتقان الحبكة؟
 أهتم كثيراً بما يمنحنيه النص من أفكار أثناء كتابته، فقد تعطيني عبارة ما أو مشهد ما نقلة مهمة في سياق الاشتغال على الفكرة الرئيسة، وكثيراً ما تفتحت أمامي إضافات جديدة لم تخطر في بالي من قبل، فالكتابة عندي ليست أمراً ثابت التحقق على يدي بمفردي، وإنما تشاركني فيه الكتابة نفسها، بمعنى أنها لحظة تشكلها تعطيني أفكاراً من عندها توافق السياق فألتقطها بقبول مناسب وتتعمق من خلالها فكرة المشاركة الثنائية. وقد يلائم هذا التفاعل ما أراه مناسباً من تجربتي الحياتية أو تفصيلة من حادثة ما وقعت لي أو سمعت بها ويمكن الاستعانة أيضاً بآراء متخصصة وكل ذلك في إطار إغناء المشهد وتعميق أثره في النص، فالكتابة الآخذة بالتشكل في هذا الإطار لا غنى لها عن الاستفادة من تجارب الآخرين بل إن النصوص الأدبية عامة بحسب بعض النقاد إنما يأخذ بعضها من بعض باستثناء النص الأول الذي ظل كاتبه مجهولاً.


 كيف تقيم الجوائز الأدبية؟
 الجوائز الأدبية في شكل عام ظاهرة صحية تستحق المؤازرة والتأييد لكن القضية ليست هنا وإنما في كيفية وضعها في الطريق الصحيح، أي بمنحها من يستحقها بكفاءة إبداعية وليس على شكل هبات تمنح بحسب قوة الجهة التي تنظمها أو توصي بها ضمن توافقات إقليمية في الخفاء، فالجائزة التي تذهب إلى أديب يقف خلفه لوبي لا يرى سواه أكثر استحقاقاً لها، هذه الجائزة لا تسمى جائزة أدبية بل تسمى جائزة جهوية تضر أكثر مما تنفع، والمؤسف أن بعض الجوائز العربية في هذا المجال تحكمها الجهويات والتكتلات المتعصبة لمرشحيها بغض النظر عن القيمة الأدبية لكتبهم.


أيهما أصدق بنظرك..الكتابة تعالقا مع الانتماءات والأرض، أم بناء على الاغتراب والمعاناة؟
 في كلا الحالين لابد من الانتصار للإنسان والقيم الإنسانية التي لا يحتكرها أحد ولا يدعي امتلاكها شعب دون آخر، وسواءً جرت الكتابة في موطن الكاتب أو خارجه فإن قيمة ما يكتب تنبع من البعد الإنساني ومن المشتركات الثقافية والحضارية بين البشر، وهذا لا ينفي المحلية بالطبع ولا يلغي حضور البيئة التي ينتمي إليها العمل المكتوب بل إن ذلك مما يميزه ويعطيه هويته المتفرد بها عن سواها وهذا إن حدث يغني موقعها أمام  غيرها من الأعمال.


 ما تقييمك للحراك الثقافي في الخليج..؟
-         بدأ يأخذ مكانة جيدة في المشهد الثقافي العربي، بدأت تتسع دائرة الإصدارات الأدبية والفكرية والملتقيات الثقافية ومعارض الكتاب في أكثر من دولة خليجية وصرنا نسمع ونقرأ عن مهرجانات في الشعر والسرد والسينما يدعى إليها أدباء ومثقفون عرب وأجانب ولكن تظل الآمال معقودة على مزيد من الحَراك النوعي في كل المجالات إذا ما أخذنا بالاعتبار إمكانات الخليج المادية والمكانية القادرة على استيعاب المشاريع الثقافية الكبرى بالإضافة إلى نشوء أجيال جديدة من الكتاب والمثقفين تتعدى طموحاتها البعد العربي وليس الخليجي فحسب. غير أننا بحاجة إلى مزيد من الحرية وتطوير نظرتنا إلى الثقافة عموماً بالقدر الذي يتيح لنا مواجهة تحديات العولمة والثقافات العابرة للحدود بأفضل ما لدينا.


 والأدبي في المملكة تحديدا خاصة مع الانفتاح الأخير وضم المرأة عضوا في الأندية؟
 -         الحراك الثقافي في المملكة أخذ مكانته الجيدة في الوقوف مع صنوه العربي، وفي السنوات العشر الأخيرة صدر من الروايات والقصص الكثير ونظمت فعاليات ثقافية مهمة مثل معرض الكتاب ومؤتمر الأدباء وملتقيات سنوية في الأندية الأدبية للرواية والنص والنقد وعلى نحو لا بأس به ظهرت بوادر نشاط سينمائي واعد كما أن الأندية الأدبية استمدت من اللائحة التنظيمية الجديدة قدرة لافتة على تدشين مرحلة جديدة من تطوير أدائها عبر الانتخابات وتفعيل العمل الثقافي بوجوه جديدة ومنها مشاركة المرأة عضواً في المجالس الإدارية كما حدث في أكثر من ناد أدبي، لكن تقييم هذه المرحلة لا يزال في بدايته ونأمل أن تتحقق آمال وتطلعات الأدباء والمثقفين تجاه بناء الحراك الثقافي في استقلالية ودون تدخلات ولو سارت الأمور كما يتمنى ويريد الأدباء  فإن النتائج ستكون لمصلحة العمل الثقافي بلا شك.

 
 22 سبتمبر 2011 - صحيفة الكويتية


تعليقات

المشاركات الشائعة