حين نكون على بعد آلاف الأميال من "الثورة" سنشعل شمعة ونمضي إليها.
الثورة طبيعة إنسانية، وإنسانيتنا تفرض تداعيها مع الأحداث التي تجري من حولنا؛ فماذا لو كانت الثورات على مقربة شجرة موسومة بالحياة، وفكرا ورثه أطفال الساحات الترابية، وكتابات حائط ممتد في العمران؟حق على الشمعة أن تشرق شمسا!
فلمَ تسود الظلمة في أصوات أدعياء القلم المتشبثين بكراسيهم الخالية من الحبر؟
لمَ يعبث "المفكرون" بأسلاك "مكبرات الصوت" المهترئة، ويعصرونها عساها تلقنهم البث "المتفق عليه"؟
ولمَ تمتد ضفيرة مواقفهم بينما يمكن للريح أن تعانق خصلاتها؟
لا حق لنا أن نمر بالقبور على شاشاتنا ونهدهد طمأنينة المقاعد الوثيرة بأن رحلات الطيران تؤكد بعد المسافة!
لا حق لنا أن نواسي صديقا يترقب أحدا يطل من سعير بلاده صادحا: بردا وسلاما!
لا حق لنا أن نمرر رؤوسنا عبر أسلاك زنبرك يفاجئ المهمومين بمهرج الفرج القريب!
لا حق لنا أن نتوجس من تعرية الأنظمة.. خوفا من وحوش عوراتها!
أي عقاب طفولي هذا الذي يكمم أفواهنا ويلقي بنا في سراديب الخنوع؟ ثمة أصابع تنتظرها سبورة الحرية لتدون درسها للتاريخ، فلا مطابع تكرر طبعاتها آلاف المرات لثورات غابرة، وإلا انمسخت "البطولة" أسطورة يلوح لنا السلاطين بوهمها، مخلدين سردية المهرجان العقابي النازل عليها! كثيرة هي العقوبات المخلدة، وتحت كل منها ورد مدفون.. لا تقطعوا أعناق الزعفران والياسمين والمشموم والبيلسان.. بجدبكم!
أفراح الهندال
نشرت في عمود "احتمالات":الثلاثاء 28 يونيو 2011 -صحيفة الكويتية
تعليقات
إرسال تعليق