التخطي إلى المحتوى الرئيسي

للحب حق.. لا تفرطوا به!


الفكرة التي التقفها العشاق وخلدوها


للحب حق.. لا تفرطوا به! 
أفراح الهندال





بين قراءات متراوحة، لفتت نظري مقالة للشاعر البحريني الرائع قاسم حداد عنوانها «ليالي الشعر والحب في بروكسل»، يكتب فيها أحداث زيارته إلى بروكسل لحضور أمسية شعرية في 2008، وأقيمت يوم 14 من فبراير.. اليوم الذي يتزين فيه العالم بالأحمر ليحتفل بالحب أينما كان.. ورغم قدم الحدث وانقضاء الفعالية، كانت الكتابة نصا آخر لا يمكن التفريط به لقراءته في ذكرى هذا اليوم البائد المتجدد! أرفق المقال مع قصيدة للشاعر أعدها شخصيا أجمل شعر كتب في الحب..

***

حين تجاوزت الطائرة سقف الغيم الأبيض الكثيف فوق بروكسل، هابطة نحو المطار، لمحت فجأة الأرض الخضراء المحيطة بالمدرج بالعين المجردة، واضحة وقريبة وتوشك على ملامسة عجلات الطائرة، شعرت كم هي منخفضة الغيوم على أرض بروكسل.
قلت، ثمة فعل حب وشيك بين السماء والأرض.
كنا نذهب إلى بروكسل للمشاركة في أمسية شعرية لمناسبة يوم الحب.

***
ليس سوى استعادة أنفاس السنة في يوم محدد من أجل عدم التفريط في حق الحب في العالم، هذه المرة قرر محبو الشعر أن يكون شعر الحب العربي اقتراحا جديدا على احتفالات الحب في بلجيكا.
حضرت القصائد الحديثة والقديمة مع جمهور يملأ صالة المسرح، ويفتحون له دائرة تلفزيونية في صالة أخرى لئلا يعود القادمون إلى البيت دون مشاركة.
***
غير أن الحب لا يكتفي بالشعر، فهناك الموسيقى والغناء، والرقص أيضا، وإذا كان الغناء مألوفا عن العرب والموسيقى أحيانا، إلا أن الرقص هو ما لفتني وهو يستدرج بعضنا في حفلة حرة أعقبت الأمسية بمشاركات راقصين من مختلف الأعمار.
قال لي شخص ستيني: ليس للحب عمر، والرقص درج يأخذنا إلى الحب.

***
المركز الثقافي المتنقل للفنون «موسم» هو الذي نظم هذه الأمسية، بمتابعة مميزة من الصديقين طه ياسين ومحمد المغربي النشيط، في مسرح (لابوس شوبورغ) في قلب العاصمة البلجيكية بروكسل، المجهزة بأحدث تقنيات العرض الفني، كانت فضاء رحبا، ومصادفة أن الأحمر البهي كان يغلب على أرضية وجدران المسرح، الأمر الذي ساهم في إشاعة حالة الانتشاء الإنساني التي صقلتها أنخاب عنبية لم يكن من الحكمة تفادي كرمها النواسي المميز.
الإعلام في بروكسل احتفى بالأمسية بوصفها مساهمة فنية في احتفال العاصمة البلجيكية لمناسبة كونية، وجاءت قنوات تلفزيونية تشارك وتسأل، الحب هو بالذات الذي جمع شمل العرب والبلجيكيين، تلك الليلة للمشاركة في دفء الاقتراح الشعري العربي لحالة حب نادرة لا يحتاج إليها أحد مثل العرب، المستقرة المقيمة والعابرة العاربة والشريدة الهاربة، عرب هم في ضيافة الكون أينما حلوا.
وما عليك إلا أن تصغي لهمس القلوب المتراصة في القاعة، تصغي إليك وتمنحك بهجة الحياة، لتتعرف على من يعرفك، وتصغي لمن يحسن البوح لك، الحب هو هذا العطاء المتواصل الكريم المجاني الذي يصدر من شخص يحبك، ويقول لك إنه يحبك.

***
قرأت ميسون صقر بصوتها الخجول، وقرأت مرام مصري بصورتها الجريئة، وقرأ أحمد الشهاوي بلسانه الناريّ، (اقترحت عليهم تغيير اسمه إلى الشهواني لمناسبة سعيه الحثيث نحو الحب ولمناسبة هذا اليوم بالذات)، وشارك الموسيقي التونسي وسيم بن شوشة بعوده الرشيق، وكانت الفنانة المغربية المقيمة في فرنسا نزيهة مفتاح هناك بمختارات من أغنيات عربية شهيرة، تبدأ من فيروز ولا تقف عند الشاب خالد، وببعض مختارات من الشعر العربي الحميم، قرأ الروائي الهولندي من أصل مغربي حفيظ بوعزة، وقرأت الجزائرية عايدة علواش ترجمات من شعر العشق العربي القديم، أنجزتها المغربية سهام بوهلال التي لم تتمكن من الحضور بسبب ظروف شخصية حالت دون سفرها من باريس.

***
اجتهد منظمو السهرة بترجمة النصوص الشعرية إلى اللغتين الفرنسية والهولندية، التي كانت تعرض على شاشة كبيرة أثناء القراءة، وغمروا أرض المكان بالورد، الورد الأحمر ذاته الذي يسعى الشعراء والفنانون لزرعه في الطريق أمام خطوات الكائن طوال أيام السنة، بقدر لا بأس به من الأمل، وبثقة أن المرء لا يذهب إلى الحب وحده.


روابط: 


تعليقات

المشاركات الشائعة