إني أرى رؤوساً «نهضت» وحان قطافها..!
| ||||
«المجتمع المدني» شعار يرعب المتشدّدين
إني أرى رؤوساً «نهضت» وحان قطافها..! أفراح الهندال انفجار واضح لأزمة بين طرفين؛ الليبراليون خارج منطقة النزاع والطرفان إسلاميان؛ أحدهما يسير بخطى ثابتة والآخر أقلقته «المدنية»! منذ أعلن عن رغبته عقد «ملتقى النهضة» الثالث في الكويت والجموع المتشددة تتشكل من الكويت وخارجها لإيقافه ومنعه، مرة بالفتاوى ومرة أخرى بالتهديد والشجب، ومرة بالتنديد في مواقع التواصل الاجتماعي، ويمكن لأي كتابة اسم الملتقى في «تويتر» و «غوغل» لتصدمه النتائج، كتابات وصلت حد التكفير وأقلها الاتهام بالتآمر على الشريعة الإسلامية! الاصطياد في ماء صاف! فعاليات الملتقى تتضمن في اليوم الأول (مساء الأمس) ندوة الحريات وتأسيس المجتمعات المدنية يتحدث فيه د. مسفر القحطاني ود. شفيق الغبرا واليوم الثاني اليوم (السبت) -المجتمع المدني ومفهوم المواطنة- توفيق السيف، تكوين المجتمع المدني الخليجي د. شفيق الغبرا، مقاربات المجتمع المدني والديني د. خالد الدخيل، الإسلاميون والمجتمع المدني د. شفيق الغبرا، أشكال وآليات المجتمع المدني وليد السليس (ورشة عمل) أما اليوم الثالث (الأحد) فكان يتضمن ندوات: سيادة الأمة قبل تطبيق الشريعة عبدالله المالكي، تمكين المرأة في المجتمعات الخليجية (هالة الدوسري)، المجتمع المدني وحقوق الانسان (د. غانم النجار)، التفكير العلمي والمجتمع المدني (د. فهد المطيري). الوجه الحقيقي للملتقى! وبهذا الجدول أتت الأسماء والعناوين خالية من الاتهامات التي يحاول البعض وسمها بالملتقى، وبعد الاستناد إلى تهمة»التحريض السياسي والأمني» منعت وزارة الداخلية عقد الملتقى في فندق سفير (وريزادانس الفنطاس)، لتصطف جموع مؤيدي الحريات والكتاب المؤيدين لمفاهيم المجتمع المدني والحقوق الإنسانية، ما دفع النائب محمد هايف للكتابة في حسابه على تويتر: «دفاع جمعيات ليبرالية عن مؤتمر النهضة يكشف الوجه الحقيقي له مهما كان التضليل بمن ينتسب للتيار الإسلامي ولا يعني تغيير مكانه، تغييرأهدافه أو الشخصيات التي ستحضره». وأضاف هايف: «يجب أن يعرف أدعياء الحرية أن حريتهم يجب أن تتحول إلى عبودية حين يكون الحديث عن الإسلام وشريعته الغراء، والدفاع لا يجوز عن حرية التغريب». لا مكان للمنع والإقصاء بعد تصريح النائب والمنع ؛ تولت جمعية الخريجين باسم رئيسها سعود العنزي تبني الملتقى وإقامته فيها بنبرة حادة ردا على تصريح النائب محمد هايف: «لا شأن لأي نائب في أنشطة الجمعيات، وملتقى النهضة ينطلق كاملا وبموعده غدا في الخريجين»، مؤكدا أن «المؤتمر يشارك فيه مفكرون، ولا علاقة له بالإساءة لدول خليجية». بينما تناقلت وكالات الأنباء تصريحات نواب مجلس الأمة والكتاب، ومنها تصريح النائب محمد الصقر بأن إلغاء الحكومة ملتقى النهضة المقرر افتتاحه في الكويت اليوم» غير مبرر، مشددا على أن وزارة الداخلية قدمت الدستور قربانا للمتطرفين مقابل الحفاظ على كراسي قيادييها». واعتبر»الملتقى منتدى فكريا لا يمس دولة، ولا يسيء للدين، وما تردد عنه لا صحة له إطلاقا». مدير ملتقى النهضة الدكتور مصطفى الحسن بين أن «الملتقى خليجي يديره شباب من دول مجلس التعاون الخليجي أتتهم الفكرة منذ ثلاث سنوات وترجموها إلى واقع». وتابع : «عقد الملتقى الأول في البحرين، والثاني في قطر، والثالث في الكويت، وهو حوار مفتوح للجميع لطرح يهدف إلى مناقشة المواضيع المتعلقة بالنهضة والحضارة، والحوار حولها، والالتقاء بالمفكرين من شتى الاختصاصات وأصحاب التجارب. ولفت إلى أن على من يعارض إقامة الملتقى الاطلاع على تفاصيل ووقائع المؤتمرين الأول والثاني ليحكم بنفسه على ما طرح من نقاشات هادفة من جميع الأطراف». وحول بعض الأسماء من تيارات شيعية وأخرى ليبرالية قال الحسن: «المجتمعات الخليجية تضم كل أنواع التيارات الفكرية وهي تمر بحالة تأزم طائفي بين السنة والشيعة، لذا فإن وجود هؤلاء وطرح رؤاهم هو في حد ذاته نزع لفتيل الأزمات ومحاولة للاستماع إلى الآخرين». إعجاب الشيخ العودة وفيما يتعلق بدور الدكتور سلمان العودة وإشرافه على الملتقى، بينت الأخبار المتناقلة تأكيد الحسن بقوله : «الفكرة أتت من شباب خليجي متحمس لمفهوم النهضة والحضارة، فسعينا إلى هذا المشروع (ملتقى النهضة الشبابي)، الذي يمكن من خلاله النهوض بواقعنا الخليجي، وعلى هذا الأساس أعجب الشيخ سلمان العودة بالفكرة. وأما كل التفاصيل والدعوات والتنظيم، فهي من ترتيب الشباب الخليجي». دولة مدنية لا غوغائية الكاتب د.ساجد العبدلي كان من أوائل من كتبوا عن الحادثة في زاويته بصحيفة «الجريدة»، وكتب عن تجربته السابقة مع الملتقى بالقول: « لن أدافع عن الشيخ العودة، فهو ليس بحاجة إلى ذلك، فالرجل اليوم علم ورمز، لا أشك شخصياً للحظة بإخلاصه لهذا الدين ولهذه الأمة، ولا أزكي على الله أحداً، وكفى به فخراً أن يتقاطر كل هؤلاء للنيل منه والتجريح به عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وأن تصل بهم الحال إلى تأليب الأنظمة والسلطات ضده، وألا يرد عليهم ولا بكلمة واحدة، فلله درك يا شيخ سلمان. وأما رفض استخدام عنوان «الدولة المدنية»، وحتى من قبل أن يطلع الإنسان على تفصيلات المقصود، فهو يدل على ضعف فهم للمراد، لأن دولة الإسلام التي نؤمن بها ونريدها هي دولة مدنية خالصة، وليست دولة غوغائية، بل إن ممارسة رفض الآخر وإقصائه، حتى من قبل أن يقول شيئاً كما حصل مع ملتقى النهضة، هو رأس الغوغائية والفوضى!». ملتقى ثقافي نخبوي يستكمل د.العبدلي طرحه:»أما مسألة رفض الأسماء بسبب توجهاتها، ما بين من هو «شيعي» ومن هو «ليبرالي» ومن يتهمونه «بالإلحاد»، فالغريب حقاً أن هؤلاء جميعاً ليسوا من النكرات غير المعروفين، الذين جاء الملتقى ليظهرهم، بل هم من المعروفين ممن لهم قنواتهم الإعلامية ومنابرهم التي كانوا يبثون من خلالها ما لديهم من أفكار وطروحات بكل حرية، وإن كان هناك من سيتأثر بهم فلن يمكن منعه، وبالتالي فإن استضافتهم اليوم في «ملتقى النهضة» مع غيرهم، ليتحدثوا ومن ثم مناقشتهم، لن يغير من الأمر شيئاً، خصوصا أن الملتقى، وبالرغم من كونه علنياً، هو ملتقى نخبوي لا يأتيه إلا من يعرفون ماذا يريدون، وماذا يفعلون، كحال كل المنتديات الفكرية والثقافية العميقة!»ملتقى النهضة» ليس على غرار ملتقيات الرأي الواحد، التي لا يخرج محاضروها عن ذات المدرسة الفكرية، كائناً ما كانت هذه المدرسة، لكنه ملتقى حر متعدد التوجهات، وإن في إطار منضبط. لكن ما اتضح لي اليوم، هو أن القوم يخافون هذه الحرية وهذا الانعتاق، لأنه شيء لا يفهمونه، وفي ذات الوقت لا يقوون على الوقوف أمامه فكرةً لفكرة، لذلك هم يسعون إلى تعطيله وإيقافه». الجدير بالذكر أن جمعية حقوق الإنسان و التحالف الوطني والمنبر الديمقراطي وأغلب كتاب الرأي والجمعيات الأهلية المهتمة بحقوق الإنسان والمفاهيم المدنية آزرت موقف الملتقى بالكتابة والمقال ورغبة الاعتصام والتظاهر من أجله. |
تعليقات
إرسال تعليق