التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فارس حرّام: ليس للثقافة جمهور في بلداننا.. نحن الجمهور «المقنّع» فقط!


حوار مع رئيس «اتحاد الأدباء والكتاب في النجف».. بعد تجديد الثقة

فارس حرّام: ليس للثقافة جمهور في بلداننا.. نحن الجمهور «المقنّع» فقط!


أفراح الهندال


* السبق التاريخي الساخر للعراق.. وزير الدفاع هو وزير الثقافة أيضا!
* ستستمر خيباتنا بوجود العقلية الإقصائية للحل الثقافي من برامج الحكومة
* أنا مليء بأمل تخلُّص الشعوب من الآلام التي يسببها إقحام الدين بالسياسة
* «عالم الشعر» مشروعنا الأساس.. وتغيير الذائقة السائدة هدفنا

للمرة الثانية على التوالي؛ حاز الشاعر العراقي فارس حرام  ثقة الأدباء في «اتحاد الأدباء والكتاب في النجف»، ليفوز بالانتخابات التي أقيمت السبت الماضي وتمتد رئاسته لثلاث سنوات مقبلة، الرئيس الذي كتب عنه الشاعر علي وجيه: لو كنتُ أديباً نجفيّاً، لبقيتُ أنتخبُهُ رئيساً وممثلاً لي ما حييت».
«الكويتية» حاورته للتعرف إلى الجديد بعد فعاليات جادة أنجزت في الأعوام السابقة، بمبادرات مغايرة عدة، ومساع لإنعاش الحالة الثقافية المتهالكة إثر الوضع السياسي في العراق والتيارات التي أفرزت دكتاتورياتها، وابتعاد الجماهير وتخاذل دور بعض المثقفين.
الشاعر الحائز على جوائز أدبية عدة منها «جائزة مؤسسة البابطين» في الكويت عام 2010.. لم يخل حديثه من الشعر واعتماد المفاهيم الثقافية الحرة منطلقا له، معظم إجاباته اختارت منهج «توليد» الفكر المحفز بسؤال مباغت، إنها «المنضدة» التي قلبت 
الراكد رأسها على عقب ولو كانت «وحيدة في الشارع»!


 • تهنئة لتجديد ثقة أعضاء الاتحاد بك، وسؤالي عن تقييمك للفترة السابقة قبل استئناف العمل من جديد؟


شكراً جزيلاً على تهنئتكم.. في السنوات الثلاث الماضية.. تكلم البعض من الأدباء العراقيين في بعض المحافظات الأخرى عن  اتحاد النجف هو الأبرز والأكثر نشاطاً في هذه المرحلة، وأنا أقول إن الفضل في ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى أعضاء الاتحاد، فهم الإطار الذي احتضن هذا النجاح وعززه وكافح من أجل الحصول عليه.
وحاولت في السنوات الثلاث الماضية العمل بصورة مباشرة مع أكثر من فريق عمل في أكثر من مشروع، والغالبية في هذه الفرق كانوا من أعضاء الاتحاد، وقد وجدت من ثمار تجربتي أن أي فريق عمل يجد صدقاً واضحاً لدى رئيس الفريق فإنه يعمل من دون كلل ولا يحسب أي حسابات معقدة يمكن ان تعقد النشاط الثقافي الذي نقوم به.
كانت معادلة بسيطة جداً: أكون صادقاً معهم وشفافاً، لاسيما في الأمور المالية، وأعرض عليهم كل التفاصيل الدقيقة في هذا الشأن بالذات، فتأتي النتائج باهرة جداً.
كان أعضاء الاتحاد في النجف يقدمون أمثلة تعطينا الأمل لا بالإنسان العراقي وحده، وإنما أستطيع التجرؤ بالقول: بالإنسان العربي أيضاً.. بأن الصدق والحب يمكن أن يكونا جوهر العمل الإداري في هذا العصر الخرب.. كانوا رائعين جداً.. ومستعدين للعمل والعطاء بلا حد، ولهذا ظهرت بسببهم نجاحات الاتحاد.


سبق كاريكاتيري للعراق!
• هل يمكن أن نقول إن الارتباك والخيبات اللذين طالا إعدادات «احتفالية النجف عاصمة للثقافة الإسلامية» سيتم تجاوزهما أخيرا؟
كلا.. في ضوء الطريقة التي تدار بها الدولة العراقية الآن.. أستطيع القول: كلا.. ستستمر للأسف خيباتنا بوجود عقلية إقصائية للحل الثقافي لمشكلات البلد، وقد رأيت بنفسي في السنوات القليلة الماضية مجموعة رائعة من المشاريع الثقافية تنتحر من تلقاء نفسها في كل مكان في العراق تقريباً، بسبب هذه العقلية المتخلفة في إدارة الملف الثقافي، ولم يكن فشل النهوض باحتفال النجف عاصمة الثقافة الإسلامية إلا تجسيداً لهذه العقلية، التي تتركز بالذات في أذهان الأحزاب التي تدير العراق اليوم، أبرز مأساة مضحكة في هذا الأمر يكمن في أن العراق هو البلد الذي يقدم منذ سنوات سبقاً كاريكاتيرياً يحدث لأوّل مرة في التاريخ، مفاده بأن وزير الثقافة هو نفسه وزير الدفاع! ولا ادري حقاً، في ضوء هذه النكتة، كيف يتمكن الوزير من أن يقدم مبادرات كبيرة وإستراتيجية وهو يجلس مع مساعديه في الوزارة يوم الأحد ويستمع منهم لأفكارهم قبل أن يجلس يوم الإثنين مع مساعديه في وزارة الدفاع وقادة الجيش! وطبعاً نحن نتحدث هنا عن بلد يعيش فيه الهاجس الأمني على مائدة الطعام اليومية!


الثقافة والمسدس
• أستحضر غوبلز في هذه المفارقة: «عندما أسمع كلمة ثقافة أتحسس مسدسي»، كيف ستتمكنون من إنقاذ رهائن هذا الحصار الفكري؟
لا حلّ لنا إلا في الاستمرار بالعمل ضمن المحيط الذي نتواجد فيه، مع محاولات توسيعه باستمرار حتى نتمكن من تشكيل شبكة أنشطة ثقافية على مستوى العراق كله، يمكن أن تكون متوسطة الكلفة، ولكن يجب أن تكون ناجحة ومؤثرة وتلفت انتباه الجمهور العام، أنتم تعلمون أن المشكلة الأساسية في الثقافة العراقية، بل العربية عامة، يتمثل في تفتت الجمهور الثقافي، والتناقص الشديد في رغبة متابعة الأحداث الثقافية لدى الناس. «ما السبب؟» لن نتحدث عن الأسباب لأنها كثيرة ومعقدة وبعضها يختلف من بلد الى بلد..، «ما الحل؟» الحل يتمثل في استمرار ضغطنا على الحكومة الاتحادية لإصدار قوانين وقرارات من شأنها تحقيق برامج إستراتيجية ومعمقة وطويلة المدى لإعادة إصلاح اهتمام الناس من الطبقة الوسطى بالكتاب وبالمنتج الثقافي والفني، من دون هذه القوانين والبرامج لن تكون للثقافة عافية في بلداننا، لأنها بلا جمهور حقيقي، أستطيع استعارة عبارة لماركس في هذا الشأن بالقول إن الجمهور الذي يحيط بنا وبأعمالنا الآن إنما هو «جمهور مقنَّع»، لأنه - جوهرياً- ليس إلا نحن: الشعراء والكتاب والفنانون!
• بنبرة اليأس هذه.. هل سيغدو مشروع «منضدة واحدة في الشارع وكرسيّ» وحيدا؟
لا، لا أرى في هذه النبرة يأساً، وإنما بالعكس تستند الى الأمل، ومشروع «منضدة واحدة في الشارع وكرسيّ» بريق منه، صحيح أن نتائجه كانت من وجهة نظرنا - نحن المنظمين - لا بأس بها، إلا أن الانطباع الرمزي الذي خلقه في الشارع النجفيّ خاصة، والعراقي عامة.. ومجموعة المقالات والإشادات فيه، من داخل العراق ومن خارجه، هي ما جعلتنا نقول عن هذا المشروع بأنه «بريق» للأمل الذي يشكل ذواتنا من الداخل. لا أدري ما إذا كنت أبالغ لو قلت إنني في كل ما يمرّ به الإنسان في العراق وبلداننا العربية والإسلامية جميعها تقريباً، على اختلاف الظروف فيها، أكرر القول: إنني مليء بالأمل!.. الأمل بتخلص هذه الشعوب من الآلام التي يسببها إقحام الدين بالسياسة، كما تخلص العالم المتحضّر منها من قبل.. لكن هذا الأمل لا يعدو كونه «أملاً تراجيدياً» يحمله شخص يفرح للأجيال القادمة بقدر حزنه على نفسه.. لأنه لن يمنح الفرصة لكي يشاهد عيانياً هذا التغيير الى عالم الحرية والتعدد الفكري والوقوف على القيمة العليا للإنسان.. لان الخراب الروحي الذي يحيط بمجتمعاتنا سيمتد للأسف ربما أكثر من عمر جيل بشري، ولكن في النهاية أنا الآن أشاهد هذا التغيير للأفضل والأجمل، بعين الحلم، وهي عين لا تكفي - بالطبع - للمتعطشين إلى الحياة الحرة الكريمة الحقيقية أمثالي وأمثالكم.. ولكن ما الحل؟ بالنسبة لي ليس من حل إلا الاستمرار بالأمل، وترك نقاط ضوء في هذا الظلام لأبنائنا القادمين.
هوية النجف الدينية
• بذكر النجف بشكل خاص.. كيف يمكن للأمل الثقافي- إن صح التعبير- أن يؤثر في الهوية الدينية التي عرفت بها النجف عبر التاريخ؟ وما الذي يميز هذا التفاعل الفكري؟
النجف مدينة عجائبية وغريبة وخصبة، وعظيمة جداً. مثال موجز ومكثف: في موسوعة الشعر العربي التي يصدرها المجمع الثقافي في أبو ظبي، بصورة شبه سنوية، وسأستند هنا إلى نسخة العام 2004، ظهر فيها أن عدد شعراء النجف للفترة التي تسميها الموسوعة «حديثة» وتقع بين عامي (1800 – 1950) يفوق عدد شعراء مصر وسوريا مجتمعيْن! وطبعاً، نحن هنا نتحدث عن مدينة كانت آنذاك عبارة عن ثلاثة شوارع وبضعة أزقة ضيقة، كما نتحدث عن مستوى شعري لهؤلاء الشعراء يفوق المستوى المتوسط، حتى أن أدونيس اختار شعراً كثيراً منهم في ديوان الشعر العربي. 
هذا الواقع العجيب يستند في جوهره إلى عنصر التسامح الفكري فيها، فالنجف اعتادت هذا التسامح منذ تأسيسها قبل ألف عام، ولا بدّ أن يكون الواقع العجيب الممزوج بالتسامح الفكري ملهماً لما أسميتموه قبل قليل بـ»الأمل الثقافي» وبالمعنى الواسع للثقافة.
النجف الآن تتعرض لهجمة تحريضية وتشويه شرس على خلفيات طائفية داخل منظومة الإعلام العربي للأسف، في حين من يفد إلى النجف لأول مرة، سيجد منذ اليوم الطبيعة السمحاء لابنائها اتجاه كل نمط فكري يفد اليهم، نعم هنالك متشددون ولكنهم من القلة لا تأثير لهم في مجرى الحياة العامة والتفكير العام.
أود هنا أن أتذكر عبارة جميلة قالها رجل الدين والناشط المدني المهم السيد جواد الخوئي، في مؤتمر أقيم بباريس حول مدينة النجف مطلع هذا العام 2013، كنت مشاركاً في المؤتمر حينها وتنبهت إلى دهشة الحضور وهم يستمعون من السيد جواد الى أن علم مقر الحزب الشيوعي العراقي يرفرف في النجف على بعد أقل من خمسين متراً من منزل المرجع الشيعي الكبير الإمام الراحل أبي القاسم الخوئي. ألا يمثل هذا التسامح أملاً ثقافياً- بالمعنى العام للثقافة- نحتاجه اليوم؟ 
أحدثكم بقصة أخرى: قبل أيام حضرت مجلساً ثقافياً أسبوعياً من المجالس التي تنتشر في النجف، وكانت المحاضرة فيه لرجل دين نجفي يتحدث عن أن طموحنا الحضاري في مجتمعاتنا يجب أن يتجاوز فكرة التخلص من التحسس الطائفي بين مذاهب الإسلام، إلى فكرة التخلص من التحسس الديني بين الأديان الثلاثة الكبرى في العالم، الإسلام والمسيحية واليهودية، وأن على المنتمين إلى هذه الأديان أن يبحثوا عن القواسم الإنسانية المشتركة للعيش بسلام في هذا العالم، هذه كانت فكرة محاضرة لرجل دين في النجف قبل أيام. أليس هذا أملاً ثقافياً؟
باختصار أستطيع القول، عن تجربة لا عن تحيّز، بأن المنطق الداخلي للهوية الدينية للنجف، يعتمد في مقابل الثقة العالية بمعتقده على سمة أساسية للتحضر في المجتمعات البشرية، أعني بها التسامح الفكري. ولكن مع هذا كله ينبغي للمدقق في أوضاع مجتمعاتنا الفائرة اليوم ألا يبالغ في سروره بوجود هذا الأنموذج من المدن الدينية في عالمنا العربي، إذ إن عليه الخشية من أن يؤدي ضغط الإعلام المتشدد طائفياً إلى تناقص هذا التسامح، وربما تلاشيه!
التدخل في العمل
• هل تحاول بعض الجهات الحكومية التدخل في فعالياتكم الخاصة أو فرض سياسة واشتراطات، أم تكتفي بالظاهر الإعلامي لها؟
لم يحدث حتى الآن أن تعرضنا الى أي نوع من الاشتراطات في الأنشطة التي دعمتها الحكومة، أو إلى أي تدخل في عملنا، ربما يكون مرد ذلك وعي بعض رجال الدولة في النجف، وأخص منهم الأخ المحافظ، بأهمية عدم وضع اشتراطات أمام الأدباء والفنانين أثناء الدعم. وتدعم ذلك طريقتنا في عرض الأفكار والمشاريع بما يجعل رجل الدولة متفاعلاً مع الموضوع ويلمس النقع والفائدة منه بلا مصالح ضيقة أو منافع مالية، لكننا من جانب آخر نأمل أن يتغير نظام دعم النشاط الثقافي أساساً في الدولة، وأن تقدم المؤسسات الثقافية كشفاً بأعمالها التي تنوي إقامتها لسنة قبل شهور من بدايتها لتشريع موازنة المحافظة سنوياً، وذلك للحصول على التمويل في الوقت المناسب، ومن دون مشقة الدخول في الموافقات الظرفية التي تتحكم بها الظروف، تحدينا المقبل في الاتحاد أن نقنع الأطراف بهذا النظام الجديد، لتجنب عدم قدرة الجهات الحكومية التنفيذية على التحكم بدعم المؤسسات الثقافية، ومنعا لتمرير شروطها الخاصة، حيث تكون الميزانية المالية لأنشطتها مدرجة مسبقاً.. أليست فكرة جيدة؟
ملتقى عالم الشعر
• وما المشروع المستهدف بشكل أساس للتخطيط بآلية تمويل مستقرة كهذه؟
المشروع الثقافي الأساس لدينا هو إدامة «ملتقى عالم الشعر»، وضمان إقامته سنوياً بعد أن لاقى صدى كبيراً في الأوساط الثقافية العراقية، وبعض الأوساط العربية واستحسان شعراء أجانب، وأستذكر هنا باعتزاز مقولة للصديق الباحث المعروف د.حيدر سعيد، بأن «هذا الملتقى أهم حدث ثقافي في العراق بعد 2003»، ولهذا فإن إقامته أواخر هذا العام أمر مهم جداً للحفاظ عليه. هذا هو مشروعنا الثقافي الأساسي.
 أما من الناحية الرؤيوية فإن الهدف الثقافي الأساس يكمن في العمل على إحداث التنويع الذي تحتاجه اليوم الثقافة والنشاط الثقافي في النجف، إذ الغالب هنا التجمهر العام حول الشعر، والذائقة السائدة إنما هي ذائقة شعرية، لذا من أولوياتنا التعاون مع فناني النجف – وهم مبدعون معرفون عراقياً وعربياً- من أجل أن يتنشق الناس في هذه المدينة أنشطة فنية متنوعة كالرسم والنحت والسينما والموسيقى والخط العربي والزخرفة وغيرها، يساعدنا في ذلك إن في الاتحاد الآن ثلاث قاعات متنوعة الاستخدام وتسع الحضور الكبير ومجهزة لمختلف الفعاليات الاحترافية، لهذا نسعى لإحداث تغيير في الذائقة الثقافية السائدة.. فضلاً عن التنويع في المشهد الأدبي نفسه، إذ تشهد فنون السرد لدينا نمواً في السنوات الأخيرة، لكنه نمو بطيء ومتعثر ومحاط بأشواك تلك الذائقة التي تتمحور حول الشعر وحده، ولاشيء في الغالب غيره!
الحضور الكويتي
• ماذا عن حضور دولة الكويت ثقافياً بعد الانفتاح السياسي مع العراق؟
تحدثت مرارا عما أسميه «الحل الثقافي لما يحدث في مجتمعاتنا».. وهو حل بإعادة «التخطيط الثقافي المعمق» لما فقدناه من قيمنا، ويساعد الناس على تقبل من يختلفون معهم، بلا هواجس أو شكوك، بإستراتيجيات بعيدة المدى، مرتبطة ببيئة قانونية صارمة تعلم الفرد منذ السنوات الأولى لنشأته، أن يتقبل الآخر المختلف، والاقتراب من الآخرين والتعرف إلى معتقداتهم ومحاولة تمثلها حباً واحتراماً له لا تخلياً عن معتقداته الشخصية، بدءا بقوانين تبعد الفرد المسلم في مجتمعنا - مؤقتاً لحين بلوغه مرحلة الدراسات العليا- عن الاختلافات والاجتهادات في قراءة التاريخ الإسلامي، والتي يكمن فيها «الوحش النائم» لنكران الآخر ودحره وحتى قتله.
ومن هنا تعلق الأمر بشعبي العراق والكويت، فالحل الثقافي المطروح يضمن تعزيز عناصر التقارب بين الشعبين، ولكن للأسف لا يبدو أن هذا الحل ينال اهتمام الحكومتين، والمتحقق منه لا يرتقي إلى مستوى تحديات العلاقة المستقبلية بين هذين الشعبين الجارين، في ضوء الأوضاع الملتهبة للمنطقة، نعم.. يمكن القول أن روابط الشعبين الآن أفضل بكثير، ولكننا نعرف جميعاً أن هذه العلاقة ما تزال «هشة»، والمناخ المثالي برأيي للانطلاق بإشاعة روح الاطمئنان للآخر وتبديد الهشاشة.
لذا فإن الحضور الثقافي الكويتي مطلوب بشدة في العراق اليوم، والعكس صحيح أيضا، حتى بوجود بعض الأنشطة الثقافية التي تحدث هنا أو هناك الآن فهي بالتأكيد أقل من الطموح عدداً وتأثيراً، وأريد هنا أن اشيد بصورة خاصة بما تقوم به «مؤسسة البابطين» الكويتية، ومركز»تنوير» للثقافة، و»ملتقى الثلاثاء» الأسبوعي وغيرهم من أجل ردم الهوة الثقافية عبر مبادراتهم، الثقة بالنيات السياسية للمسؤولين الحكوميين ليست كافية لتمكين التفاعل الخلاق بين الشعبين، مهما بدت النيات قوية وواضحة وصادقة، برأيي المتواضع إذا أردنا تنمية هذه الروابط وتعميقها فلابد من إيجاد برامج مشتركة تلتقي فيها مجموعات بشرية من البلدين في أنشطة مشتركة، أيوجد أفضل من النشاط الثقافي ليكون مناخاً لهذه الأنشطة؟
حرام.. الشاعر
• وسط هذا الزحام من مسؤوليات ونزاعات.. أين الشاعر فارس حرام؟ أم هي لعنة ديوانك «مرة واحدة»؟

 «الشاعر» فارس حرام موجود، يتغذى روحياً على «الناشط الثقافي» فارس حرام، ومنه يكتسب سلامه الداخلي بشعوره بالإقناع أمام نفسه، ويعيش سعيداً في ضوء مساعدة الإنسان، ليرى في الأفق شيئاً من الأمل،.. الشاعر موجود، يكتب الشعر، وينشره.

تعليقات

المشاركات الشائعة