سجين يقرأ في الزنزانة الجماعية بغوانتانامو.. ومن الكتب المسموح بها للقراءة: المصاحف.. والكتب المثيرة أيضا!
المنظمات الإنسانية تطالب بالحريات والحقوق «الثقافية»
«غوانتانامو»: روايات الثورات والمعتقلين.. ممنوعة!
أفراح الهندال
نشرنا في عدد سابق موضوع «اعترافات غوانتانامو.. تهز المباني واللغة»، الذي تضمن مفارقات «وجود مكتبة» في السجن، وإمكانية «طلب بعض» الكتب رغم السجن الإجباري بلا محاكمات، وإمكانية قراءة الكتب المثيرة والعاطفية.. مقابل منع كتب أدب الرحلات والجغرافيا والإعلانات المبوبة؛ ليطل قبل أيام تقرير منظمة «ريبريف» الحقوقية في موقعها الالكتروني حول منع إدارة السجن لأحد السجناء من تلقي رواية «أرخبيل غولاغ» لمؤلفها الروسي ألكسندر سولجنيتسين بحسب ما ذكر موقع «روسيا اليوم»، الروائي الذي نال جائزة نوبل، وكان في أميركا زهاء عقدين من الزمن!
ورصدت منظمة «ريبريف» الحقوقية هذه الملاحظة لدعمها الحقوقي ومتابعتها للمواطن البريطاني شاكر عامر المتهم بالإرهاب، وقال الحقوقيون إنهم أرسلوا الكتاب إلى عامر خلال زيارتهم الأخيرة لسجن غوانتانامو، و»اتضح فيما بعد أنه لم يتلق هذا الكتاب».
وكانت منظمة «ريبريف» قد أعلنت في وقت سابق أن إدارة السجن لم تسمح للسجناء بقراءة مؤلفات الكاتب الأميركي المعاصر جون غريشيم الذي كتب بهذا الشأن مقالة غاضبة، لكن الحكومة أعلنت فيما بعد أن كتابه لم يسلم «بالخطأ».
تلك المفارقات لم تتوقف عند الموقف الأميركي؛ فروسيا نفسها رفعت الحظر عن الرواية وأجازتها بعد منع طويل إبان فترة الاتحاد السوفييتي، لأنها كانت تناقض الصورة التي كانت الحكومة السوفييتية تحاول أن تظهر بها سياساتها أمام العالم، بل وقررت وزارة التربية الروسية الرواية على طلبة المدارس الثانوية، وما زالت المناهج الدراسية فيها تؤكد على التعمق فيها والتركيز على الجانب الإنساني وآثاره على الناشئة.
ولكن المنظمة أشارت إلى أن «الحكومة الأميركية تحظر الكتب التي «كانت محظورة في الاتحاد السوفييتي»، لذلك منعتها، وبذلك تنتهك أسس المجتمع الأميركي».
أرخبيل غولاغ
وتعد رواية «أرخيبيل غولاغ» من أشهر الروايات التي يضعها المثقفون في صدارة قوائمهم القرائية، لما كتب عنها من الأدباء والنقاد والقراء بشكل عام، وهي تركز على ما تعرض إليه المواطنون السوفييت من اضطهادات في الفترة ما بين عامي 1918 - 1956، معتمدا فيها على شهادات السجناء السياسيين التي ضمن بها روايته، وكتبها ضد منهج تنفيذ الاشتراكية مما تسبب باعتقاله الذي تم بسبب كتابات المثقفين عنها وتنظيراتهم، بمواراة فكرية سياسية، حيث ازدادت الضغوط والمراقبة والعداء له من النظام بعد أن نشر الغرب روايته، وبعد اعتقاله صدر الأمر بتجريده من الجنسية السوفييتية وطرد خارج روسياعام 1974.
وبعد أن استعاد جنسيته عام 1990، وزع منشوراً بعنوان: كيف نبني روسيا وزع منه 27 مليون نسخة، ثم عاد إلى وطنه عام 1994، ولم يكن يحفل بالتغيير في «روسيا الحديثة»، فـ»كما كان مناهضا وناقدا للحكم الشمولي السوفييتي عاد مناهضا للسلطة الجديدة، وعندما قدم له الرئيس الروسي السابق يلتسين، في عيد ميلاده الثمانين في العام 1998 أرفع أوسمة الحكومة رفضه قائلا: «لا أستطيع أن أتقبل وساما من سلطة قادت روسيا إلى الكارثة».
تعليقات
إرسال تعليق